/ صحفة 248 /
هل القاتل المقتول من بني اسرائيل:
2ـ من المفسرين من يرى أن المراد بابني آدم في هذه القصة أبناه المباشران من صلبه، وهما قابيل ـ وهو القاتل ـ وهابين وهو المقتول، ويسترشدون في ذلك:
أولا: بما جاء في القصة من تعليم الغراب القاتل كيف يواري سوأة أخيه، فهذا أشبه بالعهد الأول للانسان حيث لم يكن قد عرف بعد طريقة الدفن.
وثانياً: بما ورد في بعض الأحاديث مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما من قاتل يقتل بغير الحق الا كان على ابن آدم الأول كفل من جنايته) ـ أو كما قال ـ فان هذا ينظر إلى قوله تعالى بعد القصة (أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وفيه وصف لأبن آدم بأنه الأول.
ومن المفسرين من يرى أن ابني آدم المذكورين في هذه القصة من بني اسرائيل ومن القاتلين بهذا التفسير الحسن والضحاك ـ والحجة في ذلك أن الله تعالى ضرب هذه القصة مثلا لبني اسرائيل، وقال عقب ذكرها (من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس) الخ، فتخصيص بني اسرائيل بالتشريع الذي جاء ثمرة للقصة دليل على أن الحادث وقع في بني إسرائيل، أما قصة الغراب فلهم أن يجيبوا عنها بأن القاتل ذهل عن الدفن مع نه يعرفه فلم يتنبه له الا بعد أن رأى الغراب يبحث في الأرض، ويؤيده أن الله تعالى عقب على قصة الغراب بقوله عن القاتل (فأصبح من النادمين) والانسان لا يندم على أنه لم يكن يعرف طريقة شيء ثم عرفها، ولكن يندم على أنه كان يعرف الطريقة ولم يسلكها.
أما التعبير في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (ابن آدم الأول) فان كلمة الأول تدل على معنى السبق والتقدم فحسب، ولا شك أن قصة ابني آدم ـ ولو على رأي من يقول انهما اسرائيليان ـ سابقة زمانا على عهد الرسول، واننا لنجدهم يقولون كثيراً: قال الأول ويريدون: قال السابق.