/ صحفة 247 /
ج ـ قصة ابني آدم القاتل والمقتول
آيات القصة:
والآيات التي عرضت لهذه القصة خمس، من أول الآية السابعة والعشرين، إلى آخر الآية الحادية والثلاثين، وذلك قوله تعالى:
(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، قال لأقتلنك قال إنّما يتقبل الله من المتقين / 27). (لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك اني أخاف الله رب العالمين / 28). (اني أريد أن تبوء باثمي واثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين / 29). (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين / 31). (فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين / 31).
والقصة في هذه الآيات واضحة، وإنّما نريد أن ننظر ـ على طريقتنا ـ بعض النظرات فيما تضمنته الآيات:
السياق الذي وردت فيه:
1ـ السياق الذي وردت فيه القصة، هو نفس السياق الذي وردت فيه القصة السابقة، وقد جاءت القصتان متتاليتين ليس بينهما أي فاصل، فلما كان اليهود قد هموا بقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يكن ذلك عن ذنب جناه، فانما هو رسول مصلح داع إلى الحق، مصدق لما بين يديه من الرسل، فهو لم يقدم ما يستحق عليه القتل، بل قدم ما يستحق عليه الشكر والقبول والتأييد ـ لما كان اليهود قد هموا بقتل الرسول وهذا شأنه، ضرب الله لهم في هذا مثلا هو حادث ابني آدم اللذين قتل أحدهما الآخر لا لذنب جناه، ولكن لحسده على ‌ما آتاه الله من فضله، حيث تقبل منه قربانه دون صاحبه.
وعلى هذا تكون القصة ناظرة في موضعها من السورة إلى قوله تعالى (يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيدهم فكف أيديهم عنكم).