/ صحفة 236 /
ب ـ قصة بني اسرائيل والأرض المقدسة
آيات القصة:
الآيات التي جاءت بهذه القصة في سورة المائدة سبع، من أول الآية العشرين إلى آخر الآية السادسة والعشرين، وذلك قوله تعالى:
(وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين / 20). (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين / 21). (قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون / 22). (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين / 23). (قالوا يا موسى انا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون / 24). (قال رب اني لا أملك الا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين / 25). (قال فانها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تاس على القوم الفاسقين / 26).
وليس من سبيلنا أن نفصل القول في هذه القصة أو نحقق حوادثها من القرآن والروايات وأسفار أهل الكتاب، فحسبنا القدر الذي ذكر في الآيات، وليس بنا من حاجة إلى زيادة، ولكننا ننظر بعض النظرات المتصلة بالموضوع:

السياق الذي ذكرت فيه ووجه ارتباطها:

1ـ ذكرت هذه القصة في سياق بيان تمرد اليهود، وما دأبوا عليه من انكار النعم ونقض المواثيق، وذلك أن سورة المائدة قد تحدثت عن العقود التي أمر الله المؤمنين بالوفاء بها، وهي العقود التي جاءت في آيات النداء الالهي للمؤمنين بوصف الايمان، فكانت النداءات الأربعة الأولى مبينة لأحكام وعقود أرشد الله اليها المؤمنين في شئون تتعلق بهم، وكان النداء الخامس في شأن كان لليهود صلة به، وذلك هو قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله