/ صحفة 234 /
عن عاد وثمود ومدين وأصحاب الأيكة وغيرهم من الأقوام والبلاد، وتصديقم بهذا شامل للتصديق بوجود هذه الأشخاص والأقوام والبلاد، وبالحوادث التي أسندت في القرآن إليهم.
2ـ ‌أما ما جاء ظاهرا في أنه مثل ضرب من مثل قوله تعالى: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا) أو (ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم) أو (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة). فيجوز للمؤمن أن يعتقد أنه تقريب من الله وتمثيل وهذا بخلاف ما ذكر فيه لفظ المثل وأسند إلى أشخاص معينين مثل قوله تعالى (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها) فانه ليس من قبيل التمثيل المبتدع، وإنّما هو تمثيل بناحية حقيقة وجدت في شخص واقعي يراد به لفت النظر إلى هذه الناحية والاعتبار بها، كعدم انتفاع الزوجة الكافرة بمنزلتها من زوجها المؤمن ولو كان رسولا، كما في مثل امرأة نوح وامرأة لوط، وكعدم تأثير كفر الكافر على ايمان المؤمن إذا صبر على ايمانه لاجثا إلى الله، معتمدا عليه، كما في مثل امرأة فرعون.

الروايات في القصص ومدى الاعتماد عليها:
3ـ قد ترد الروايات بأحاديث مرفوعة أو موقوفة أو متصلة فيها بيان لبعض ما جاء به الكتاب الكريم، أو زيادة عليه، وينبغي للناظر في هذه الروايات أن يكون متحفظا في أمرها، متحرزا من الوقوع في تقبل ما وهن سنده، أو خالف القرآن متنه، وقد حشيت هذه الناحية بكثير من الاسرائيليات حتى لتظهر في بعض الروايات آثار الرغبة في مطابقة ما جاء في الأناجيل والاصحاحات التي عند اليهود والنصارى، نعم ان الأصل في القصص والأخبار أن يتطابق ما جاء في القرآن الكريم منها وما جاء في الكتب السماوية الأخرى، أو على الأقل، لا يكون بينهما تضارب وتناف، ولكن لما كانت الكتب الأخرى قد أصابها التحريف، ودخل على كثير من الحقائق المبينة فيها الكتمان والنسيان،