/ صحفة 212 /
وانك لترى فريقاً من الشباب الجامعي الناضج يلم بالكثير من التفاصيل الذرية، ومنهم الرياضي ومنهم الفيزيائي، فجهاز قياس الأوزان الذرية للنظائر المتقاربة، والذي يعتمد في فصل هذه النظار بعضها عن بعض على اختلاف المسافة التي تقطعها جسيمات ذرات هذه النظائر في المجال المغناطيسي أو الكهربائي، وهو الجهاز المعروف باسم سبكتروجراف الكتلة، وهو من أدق الأجهزة الطبيعية المعروفة، تدهش أنه من صنع أيدي هذا الفريق النابه من الشباب، وقد رأيت منه داخل هذه القلعة العتيدة جهازين، أحدهما أمريكي استوردوه من الخارج، والآخر صنعوه بأيديهم جزءاً جزءاً وقطعة قطعة.
هذا ما أرجو أن يحدث في بلادنا العزيزة ـ فتقوم بانشاء محطة ذرية، وفرن ذري ولو ص غير، حتى لا يكلفنا من النفقات فوق طاقتنا، وأن نعتمد في تشييد هذه المحطة على ما نستورده تارة، وما يبتكره فريق من شبابنا الحامعي تارة أخرى، وذلك بتتبعه الدراسات الذرية الحديثة، وفي الوقت ذاته يقوم هذا المركز العلمي بتوزيع بعض النظائر المشعة على مستشفياتنا، وعلى بعض مراكز البحث العلمي التي يجب أن نعمل على انشائها ودعمها في جامعاننا.
بهذا نوجد جيلا جديداً من الشباب يعمل في محيط الذرة، ونسهم من داخل بلادنا التي كانت مهد الحضارة في رفعة بني الإنسان، واني على أتم الاستعداد لأن أسهم بنصيبي في تنشئة هذا الجيل من الشباب، وكما سبق أن ذكرت يجب أن يكون لنا هدفان: الأول أن نبدأ بنقل المواد والآلات اللازمة من الخارج، والتعرف على ما لدينا من موارد طبيعية في الداخل، والثاني أن نخلق نواة للبحث تسعى بدورها إلى الابتكار والتجديد فلا نكون بمنأى عن موكب المدنية.
هذا وقد علمت أن الحكومة المصرية تنوى أن تنفق حوالي مليون جنيه في تهيئة البلاد للمضى في استخدام الطاقة الذرية لأعمال السلم، واني أرجو التوفيق في هذا المضمار وعلى قدر اختيار الذين سيقومون بهذا العمل الكبير يكون نجاحه أو فشله، وهي مهمة دقيقة أرجو أن يكون نصيب البلاد فيها التوفيق.