/ صحفة 213 /
السبب الثاني: هو الفكرة التي تستولى عليك في أمثال هذه المحطات من ضرورة التضافر للعمل على تقدم الإنسان ـ فكرة الاخاء لا العداء ـ فكرة التقارب بين الشعوب لا التنافر بينها ـ فكرة العلم لذاته وللتقدم العام لا السعي في هلاك الإنسان، كل هذه العواطف مجتمعة تلمسها عند ما تطأ قدماك هذه المحطة، وتقتحم بواباتها الضخمة، فانك تجد في أعلى هذه البوابات من الداخل العبارة الآتية وأمثالها مكتوبة بخط كبير واضح:
(نحن هنا لا نعمل الا للسلم، نحن لا نصنع القنابل الذرية، ولو طلب منا ذلك فسوف لا نقدم على صنعها ـ نحن هنا نستخدم العلم في خدمة الإنسان ونحييى بأعمالها فكرة السلام).
هذه العبارات وأمثالها تجدها مكتوبة أيضاً على كثير من اللافتات الموجودة أمام الأجهزة المختلفة.
تلك هي محطة (زوي) التي أنشئت عام 1948، والتي زادت قوتها من 10 إلى 120 كيلو وات، وعلى صغرها بالنسبة لما في العالم الآن من محطات ذرية أخرى فقد استمرت في تقديم أكبر العون للعلوم الذرية، حيث تعود عدد من الشبان الباحثين هذه الأعمال، ولم يبخل أكبر العلماء المعاصرين بتقديم العون العلمي لهم.
وفي تلك الفترة من سنة 1950 التي حظيت فيها بزيارة (زوي) كان العمل جاريا في انشاء وحدة ثانية في باريس ومحطة أكبر للطاقة الذرية، وكانت المباني قد بدأت لهذا الغرض في (ساكلاي) التي تحتوى اليوم على الفرن P2، وقد تمت اليوم الأجزاء الرئيسية لهذه المحطة، وما زال العمل جارياً في اتمام بقية أجزائها.
ولهذه المحطة الثانية جهاز غاية في الأهمية هو جديد في فكرته، إذ أنه يستخدم الأفيدريد كاربونيك الذي يحتفظون به في شكل حبوب، وذلك لعملية التبريد