/ صحفة 211 /
تلك الفلسفة التي أعاود مطالعتها هذه الأيام لمناسبة وفاة هذا العبقري العظيم في الثامن عشر من ابريل الحالي، كذلك مر بذهني فكرة (ماكس بلانك) في الكم، وكأني كنت أري (بكارل) ومدام (كوري) وقد عادا للحياة يتحدثان عن النشاط الاشعاعي من خلال هذا المكعب، وأخيرا مر بخلدي (نيلز بوهر) الذي جمع بعبقرية فذه بين الكم ووثبات الالكترون والخطوط الطيفية، والذي تحدثنا عنه في مجلة الكاتب المصري في أكثر من مقال، ثم عرض لذهني (أوتوهان)(1) صاحب عملية الانشطار في نواة الذرة، كما مر على مخبلتي ثم رأيتهما رأي العين فقد كانا بين الحاضرين (ايرين كوري) صاحبة النشاط الاشعاعي الصناعي، وزوجها (جوليو) الذي حدد عدد النيترونات المتطوعة، والذي كان مديراً لهذه المحطة في ذلك الوقت من سنة 1950، وغيرهم ممن أسدوا للبشرية أجل الخدمات.
وقد ذكرت محطة (زوي) كمثال حي لاستخدام الطاقة الذرية لأعمال السلم لسببين جالا بخاطري، وأعتقد أن في ذكرهما مصلحة عامة ودعوة للسلم الي أردته بهذا المقال.
السبب الأول: وأذكره لغاية وطنية، وأوجه الكلام هنا لبني وطني من شباب الجامعة طلابا وأساتذة لأذكرهم بالعاملين من الأمم العريفة في العلم أمثال الألمان والفرنسيين والانجليز وغيرهم، وما يتصفون به من صفات الاعتماد على النفس والمثابرة على العمل: فحول هذا المكعب البسيط في مظهره، وفي الغرف المجاورة له، والصالات المنتشرة في أرجاء هذه القلعة الفسيحة، يشتغل ما لا يقل عن 800 من الباحثين من عالم ومهندس وصانع دقيق، يساهم كل منهم بمجهوده الشخصي في سبيل هذه الحلقة الجديدة من العلوم، ويعمل جاهداً في اعلاء شأن بني الإنسان.
على أن جل ما تراه في الداخل من أجهزة دقيقة هو من صنع أنامهلم،
ــــــــــ
(1) للعالم أوتوهان كتاب مبسط في العلوم عني بترجمته زميلنا الدكتور عفاف صبري، ونشرته مكتبة النهضة.