/ صحفة 21 /
عن المنكر سيترتب عليه اسراف الظلمة في الظلم، وازديادهم في ارتكاب الشر عناداً واستكباراً، أو حمية وغضبا.
اتباع الهوى:
والروايات التي ذكرناها تجعل من مسقطات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعجاب ذوى الهوى بأهوائهم، واندفاعهم في مخالفاتهم، وعدم القبول لأمر الآمرين، ونهى الناهين، فإذا علم الإنسان أمر الأمة صار إلى ذلك، وأن لا فائدة ترجى من الأمر والنهى، كان له أن يلزم نفسه، اكتفاء بالانكار القلبي، وهذا ما يذكره أو ثعلبة الخشني من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: حتى إذا رأيت شحأً مطاعا، وهو متبعاً … الخ، وما يقوله ابن مسعود من أن هذه الآية (لأقوام يجيئون من بعدنا ان قالوا لم يقبل منهم).
تفرق الأمة شيعا:
وبعض الروايات في هذا الشأن تذكر تفرق الأمة وتوزع أهوائها، وانقسامها شيعا:
فمن ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود الذي ذكرنا شطراً منه، قال: (فما دامت قلوبكم واحدة، وأهواؤكم واحدة، ولم نلبسوا شيعا، ولم يذق بعضكم بأس بعض، نأمروا ولهوا، وإذا اختلفت القلوب والأهواء، وألبستهم شيعا، وذاق بعسكم بأس بعض، فأمر نفسك).
ومن ذلك ما رواه ابن حرير بسنده عن سوار بن منبه قال: كنت عند ابن عمر إذا أتاه رجل جليد في العين، شديد اللسان، فقال يا أبا عبد الرحمن، نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه، وكلهم مجتهد لا يألو، وكلهم بغيض إليه أن يأتى دباءةً الا الخير، وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك! فقال رجل من القوم: وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك؟ فقال الرجل اني لست اياك أسأل، إنّما أسأل الشيخ، فأعاد على عبدالله الحديث، فقال عبدالله: لعلك ترى ـ لا أبا لك ـ أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم! عظهم