/ صحفة 20 /
الآية: مه لم يجيء تأويل هذه بعد، ان القرآن أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن، ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيسير، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ـ ما ذكر من الحساب والجنة والنار).
رأينا في الموضوع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على كل مستطيع:
والواقع ما ذكرناه في أول الكلام من أنه لا تعارض ولا نسخ ولا توقيت والأمر يتبين من ايراد هذه الحقائق مجملة:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة محكمة، والقرآن الكريم والسنة المطهرة مهتمان بتقرير هذه الحقيقة، وبيان أنها من صفات المؤمنين، وأن تركها سبب للبلاء العام، وأن الأمم السابقة كبني اسرائيل لما تركوها لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم، وعاقبهم الله عقابا شديدا لم يفرق فيه بين خاصتهم وعامتهم.
ان الناس بعد انفاقهم على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد اختلفوا هل هذا الواجب كفاتي أو عيني، وبعبارة أخرى هل يكفى أن يحققه بعض الناس، أو لابد من أن يحققه كل فرد؟ وليس هذا موضع بيان ذلك، ولكننا نرى أن الله أوجب على كل مكلف أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ايجاباً عينياً، وهذا هو ما تصلح عليه الأمم، وما يسمى في العرف الحديث: (بالرأي العام) الذي من شأنه التوجيه إلى الاصلاح والخير، وانكار الفساد والشر، وحمل أهلمها على الاقلاع عنهما بكل وسيلة مستطاعة.
متى تسقط: توقع الأذى وعدم الجدوى:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يسقطان عن المكلف، كما إذا علم أو ظن ظناً قوياً أن المنكر لا يزول بانكاره، وأن المعروف لا يفعل بأمره، وأنه مع ذلك سيصيبه أذى شديد، وكذلك إذا علم أن أمره بالمعروف أو نهيه