/ صحفة 209 /
من ايجاد مولد ذري في مصر، لا سيما مع عدم حاجتنا في أغلب الظن لاستيراد اليورانيوم الذي أعتقد بوجود فيما لدينا من الفوسفات بقرب سفاجة، وفي جهات أخرى. وفي باريس الآن محولان أو محطتان ذريتان، الأولى صغيرة في قلعة (شاتيون) ويطلقون على هذا المحول اسم (زوي) والثانية أكبر في سكلاي واسمها P2 وسيكون لدى الفرسنيين محول ثالث يطلقون عليه EL3.
وجدير بالذكر أن أول مولد خرجت منه الطاقة النووية بصورة عملية تم في شيكاغو وأسسه العالم الايطالي المعروف (أتريكو فرمي) الحائز لجائزة نوبل للطبيعة. وفيما يلى أتكلم عن مولد (زوي) ومحطته الذرية التي زرتها سنة 1950، حيث كانت محطة ساكلاي في دور الانشاء.
* * *
لقد كان شعوري بالارتياح عظيما عند زيارتي لهذه المحطة الذرية الموجودة في ضواحي باريس داخل قلعة شاتيون، فقد طلبت في ابريل سنة 1950 من أستاذي السابق المرحوم (كوتون) رئيس المجمع العلمي الفرنسي أن يتخذ الخطوات اللازمة للسماح لي بزيارتها، فأفهمني أنه قد يصادف صعوبة للحصول على مثل هذا التصريح، باعتبار أن مثل هذه المحطة الذرية تتبع وزارة الدفاع، ولكن حدث أن سمحت السلطات لأعضاء مؤتمر (الكولوك الدولي للجسيمات المتناهية في الصغر) بزيارة المحطة، فتوجهت مع مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين اليها، وقد أجرت السلطات تفتيشاً لنا جميعاً عند دخولنا هذه المحطة، ولست الآن بصدد أن أشرح ما يدور بداخلها أو اسجل ملاحظاتي عن الكثير من العمليات العلمية التي تدور بين جوانبها، وإنّما أذكر أن أهم أجزائها هي تلك الكومة الذرية، أو المولد الذري الذي يتم بداخله عملية التفاعل المتسلسل المستمر لليورانيوم، وليس الغرض منه كما ذكرنا الحصول على عناصر أو مما كنات تصلح للانفجار أو تهيأ لعمل القنابل الذرية، إنّما الغرض الحصول على طاقة دائمة صغيرة، واستخدام النيترونات والجسيمات التي تخرج من التفاعل النووي المتسلسل في الحصول على نظائر مشعة، ترسل لعدد من المستشفيات لأغراض العلاج، أو لمراكز البحث للأغراض العلمية.