/ صحفة 206 /
تلك كانت الصرخة التى قام بها كثير من المحاضرين والكتاب فى انحاد العالم منذ القاء قنبلنى هيروشيما وناجازاكى حتى سنة 1954، أما الموجة التى تطغى اليوم على لسان المفكرين فقد اتجفت لا إلى المطالبة بترحيم الأسلحة الذرية والهيدروجينية في الحرب فحسب، بل إلى تحريم استخدامها حتى في القيام بعمل التجارب، وذلك بعد أن تبين للعالم الأضرار الناجمة عنها، والتي يتأثر بها جميع سكان المعمورة، والتي يزداد أثرها يوماً بعد يوم من جراء الاستمرار في تفجير قنابل ذرية، وأخرى هيدروجينية في صحراء نيوفادا بأمريكا وفي الباسيفيكي وفي سيبريا بالروسيا.
ومن المؤسف حقاً أن نطالع في البرقيات الأخيرة النية للقيام بمثل هذه التجارب في الصحراء الكبرى بأفريقيا، الأمر الذي يجب أن نتبين مدى خطورته على مصر والدول المجاورة، ونطالب بعدم في هذا السبيل.
وقد اطلعت حديثاً على تعليق كبريات صحف العالم ومنها (تريبيون دي جنيف) عن ذلك التقرير الهام لمسيو مارتان من درسي السوربون، الذي قدمه العالم الكبير (لويس دي بروي) الحائز على جائزة نوبل، والسكرتير الدائم للمجمع العلمي الفرنسي الذي تحدث فيه عن آثار التفجيرات الهيدروجينية الأخيرة التي قامت بها السلطات الأمركية في الباسيفيكي، وعن تأثيرها على أشجار الصنوبر، وعلى أوراق أشجار التوت في منطقة واسعة في اليابان تبعد ستة آلاف كيلومتر عن مركز الانفجار، وكيف أبيد دود القز في منطقة واسعة، والأثر السيء الذي كان يتعرض له آلاف البشر الذين يلبسون الحرير الطبيعي الناتج عنها، وذلك من أثر الاشعاعات الذرية الخطيرة التي يحدثها هذا الحرير الذي يكتسب نشاطا اشعاعياً خطيراً، بل أثر هذه التفجيرات الهيدروجينية التي تعدت كل خيال على بعض المراعى والاشجار في مناطق تبعد عن مركز الانفجار بأكثر من 7000 كيلومتر في الهند (لعل المقصود الهند الصينية، فصفة الهند غير واضحة من التقرير المتقدم) مما أكسب النبات نشاطاً اشعاعياً انتقل بدوره إلى الابقار التي ترعى في هذه المراعى، وهذا انتقل عند استخدام عظامها في عمل الجيلاتينة التي تستخدمها