/ صحفة 186 /
ذا سمت وحياء، محباً لأهل الدين، مكرما لأهل العلم، وافر العقل، شديد التواضع أجمع العلماء والمشايخ على تبجيله واحترامه)(1).
ثم انتقلت الرياسة إلى الحسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر الملقب بتاج العارفين وجده أبو البركات ابن أخي الشيخ عدي، وكان له أتباع ومريدون يبالغون فيه، قال ابن شاكر المتوفى سنة 764 هـ (1362 م) ما نصه:
(قال الشيخ شمس الدين الذهبي: وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق كما بين القدم والفرق، وقد بلغ من تعظيم العدوية له أن قدم عليه واعظ فوعظه حتى رق قلبه وبكى وغشي عليه، فوثب الأكراد على الواعظ فذبحوه، ثم أفاق الشيخ حسن فرآه يتشحط في دمه، فقال ما هذا؟ فقالوا: وايش هذا من الكلاب حتى يبكى سيدنا الشيخ؟ فسكت حفظاً لدسته ولحرمته، وخاف منه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقبض عليه وحبسه، ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل، خوفاً من الاكراد لأنهم كانوا يشنون الغارات على بلاده … وكانت قتلته سنة أربع وأربعين وستمائة وله من العمر ثلاث وخمسون سنة)(2).
وفي زمن الشيخ حسن هذا، بدأ الزيغ في الطائفة العدوية، وظهر الضلال بين أتباعها، فقد جاء في وصية ابن تيمية الكبرى:
(وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة نظماً ونثراً، وغلوا في الشيخ عدى وفي يزيد بأشياء مخالفة لما كان عليه الشيخ عدى الكبير، وابتلوا بروافض عادوهم، وقتلوا الشيخ حسناً، وجرت فتن لا يحبها الله ولا رسوله)(3).
وكثيراً ما تغر الدنيا بعض أصحاب المذاهب والطرق الدينية، فينحرفون عن الجادة المستقيمة التي سار عليها آباؤهم وأجدادهم، وذلك استئثاراً بطاعة الأتباع واستغلالهم لمصالحهم الدنيوية. (وان الشيخ حسناً هو أحد الذين غرتهم الدنيا، لأنه وجد ما عليه أسرته من المنزلة الرفيعة، وطاعة الأكراد العدوية لهم،
ــــــــــ
(1) قلائد الجواهر في مناقب عبد القادر (ص 110) القاهرة 1356.
(2) فوات الوفيات (1 ـ 242) القاهرة 1951 م.
(3) رسائل ابن تيمية (1 ـ 300).