صحفة 178 /
ومعبود لا شريك له في المعبودية له حقيقة وجودية، ومنزلة أعلى من المنازل السابقة، هي منزلة الرب والكمال المطلق.
الهدف الأخير للانسانية في رأي الإسلام:
(هـ) وإذا كان الله تعالى هو الكمال المطلق، والمعبود الذي لا شريك له، فانه الغاية الأخيرة للانسانية: يسعى الناس كأفراد إلى عبادته، ويتجهون في صلاتهم إليه وحده. وإذا ما اتجهوا إليه في الصلاة وحده انتهوا حتما عن الفحشاء والمنكر. وإذا انتهوا حتما عن الفحشاء والمنكر حققوا الفضائل العامة وهي المبادىء المجردة. وبذلك يكونون في سعيهم قد اقتربوا من الله الذي هو غاية الوجود كله.
وما رسمه الإسلام في تعاليمه طريق لا انحراف فيه، يوصل إلى هذه الغاية العظمى في أمان من جانب، وفي متعة انسانية ـ روحية ـ من جانب آخر.
هل الإسلام واقعي؟ هل الإسلام مثالي؟ هل الإسلام يجمع بينهما أو شيء وراءهما؟
(و) والاسلام بما رآه وبماء قومه في الوجود لا يقال فيه انه، (واقعي) لأن الواقعية قصرت الوجود والاعتبار والقيمة على الفرد والجماعة الإنسانية فقط، وأنكرت ما عداهما. أي أنكرت المبادىء المجردة وهي الفضائل العامة، وأنكرت الله تعالى.
ولا يقال فيه انه واقعي كذلك لان وسيلة المعرفة في نظر الواقعية الملاحظة والتجربة. أما ادراك العقل، أما النظر الخالص، أما قبل ذلك من الوحي والرسالة الالهية فعديم القيمة في تقديرها.
أما الإسلام فيقدر من وسائل المعرفة: الوحي والعقل، بجانب الحس والاختبار في دائرة ما يحس ويشاهد. ووسيلته العليا رسالة الوحي الذي هو القرآن الكريم.
ولا يقال فيه انه واقعي أيضاً، لأن الواقعية إذ تنكر وجود الفضائل
/