صحفة 177 /
أما قيمة هذه المبادىء المجردة في نظر الإسلام فهي في أنها التي تصور وجود الجماعة الإنسانية، أي تصور عدم طغيان الجانب الحيواني في صلة الافراد بعضهم ببعض، أي تصور وجود الإنسانية والمعنى الإنساني العام.
رأي الإسلام في وجود الله وقيمته:
(د) وإذا وجدت المبادىء المجردة، وهي الفضائل العامة، وجد أساس الكمال المطلق. لأنه لا معنى لوجود الفضائل العامة الا وجود أسس الكمال الذي لا نهاية له. ووجود أسس الكمال المطلق أمارة على وجود هذا الكمال نفسه وهو الله تعالى. لأن مبدأ الشيء دليل على الشيء ذاته.
والله سبحانه وتعالى لانه الكمال اللانهائي، كان وجوده الوجود الأعلى. وعلى هذا الأساس تكون منزلته جل شأنه من الوجود كله، وهي منزلة الرب والمعبود وحده.
* * *
فرد من الإنسان، وجماعة انسانية، ومبادىء مجردة، وفضائل عامة، ومعبود لا شريك له في العبودية، تلك هي الحقائق التي رآها الإسلام حقائق وجودية، واعتبرها في التقدير فيما مختلفة.
فرد من الإنسان له حقيقة وجودية، وقيمة خاصة، وجماعة انسانية لها حقيقة وجودية، وقيمة تفوق قيمة الفرد، ومبادىء مجردة أو فضائل عامة لها حقيقة وجودية، وقيمة أعلى من قيمة الجماعة لأنها عنوان وجودها،
/