صحفة 179 /
الإنسانية العامة تلغى قيمتها الأخلاقية، بينما السلام في تقويمه اياها يجعلها الصورة الوجودية للجماعة الإنسانية.
كما لا يقال فيه: انه (مثالي)، لأن المثالية وان كانت تقر العقل بجانب الحس في الادراك والمعرفة ـ وهذا جانب رئيسي فيها ـ وان كانت تعترف بالانسان والجماعة الإنسانية، والمبادىء المجردة، فان الموجود الأعلى من المبادىء المجردة قد تحدده (بالعقل المطلق). وإذا أردت من العقل المطلق ـ في نظر بعض المثاليين ـ الله تعالى، فليس يلازم فيها أن يكون هو الله جل شأنه على نحو ما جاءت به رسالة المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا جانب من المفارقة. جانب آخر: هو أن الرسالة الالهية في الإسلام الطريق المستقيم والوسيلة التي لا عوج فيها لا يقاظ المعنى الإنساني في الفرد، ولتحقيق الجماعة الإنسانية، ولمعرفة الله سبحانه وتعالى. بينما المذهب المثالي يصدر في رأيه عن العقل الإنساني وحده في تحديد الغاية والوسيلة في الوجود، أي في معرفته، وادراك قيمه، وتحديد سلوك الإنسان فيه.
ـ 3ـ
عقيدة نفذت إلى الموجود الأعلى وهو الله تعالى، تستلهم منه الهداية، وتتجه إليه في الغاية، ونظرة إلى الوجود لا تعقيب عليها،
ورأي في الإنسان، يبعده عن الحيوانية وينير له طريق الإنسانية الفاضلة، وتحديد للجماعة لا تطغى به على الفرد وحرماته، كما لا يخضعها للفرد وهواه، بل هي حياة مشتركة بين الناس تقوم على دعامات التعاون والشعور العام بالانسانية والاخاء في الله،
وقبل ذلك كله، ايمان بهذا كله.
ذلك هو الإسلام، وما أبعده عن أن يكون شبيها بما صنعه الإنسان وحده.
ايمان: معناه الضمان لاستقرار الإنسان وطمأنينته في الحياة.
وطمأنينة الإنسان في الحياة هي سعادة الإنسان. ليس المال، وليس الولد،
/