صحفة 176 /
النفع المادي، من طبيعة الإنسان الفرد، فان الربط بين فرد وآخر على نحو أرقى وفي صورة أكرم، كالربط القائم على الاحساس المشترك في معنى الإنسانية، أو على الأخوة في الله، أو على المحية في الخير لذاته ـ من آثار الرسالة الالهية.
أما قيمة الجماعة في نظر الاسام فان الإسلام يقومها على أنها جملة من الروابط الإنسانية، أي على الأساس الذي قام وجودها عليه في رأيه.
تقوم الأسرة، وهي الصورة الصغيرة للجماعة، وتقوم الدولة، وهي الصورة المتوسطة، ويقوم العالم أو الجماعة الإنسانية، وهي الصورة الكبيرة، على أنها عدة روابط انسانية من المعاونة، ورعاية الحرمات من حرمة العرض: والملك والقوامة والولاية، والاحتفاظ بحق ابداء الرأي، ويحق التعبير عنه.
فإذا انعدمت هذه الروابط انعدمت الجماعة، وإذا انعدمت الجماعة كانت الفردية وحدها أي كان الفرد والفرد، والصلة بينهما أنئذ هي صلة الوجود الحيواني فقط.
رأي الإسلام في وجود المبادىء العامة وقيمتها:
(ج) ويوم تقوى الروابط الإنسانية العديدة، أي يوم تقوى الجماعة في أية صورة من صورها ـ يوم توجد المبادىء المجردة من الفضائل العامة في رأي الإسلام:
فالاخاء، والمحبة، والوفاء، والمحافظة على حرمات الغير، والمعاونة في صورها المختلفة: من مشاركة وجدانية … إلى احسان بالمعرفة، واحسان بالصحة والمال، وغير ذلك مما يدل عليه الربط الإنساني ـ هذه المعاني كلها معان فوق الفرد ووراءه وما هو فوق الفرد ووراءه من المعاني يصور المبادىء المجردة. أي التي تجردت من تحديد الشخص والفرد اياها ـ أي التي توجد في عزلة عن شخصه وفرديته، توجد خارج نطاقه كفرد وكشخص.
/