/ صحفة 173 /
واذن المذهب الواقعي: مذهب وجودي يرى الوجود الحقيقي الواقعي في الفرد من الناس، ثم في جماعته البشرية العامة، ومذهب أخلاقي لا يقوم الا الفرد في صفحته المادية، والجماعة الإنسانية في وجودها المادي. وما عدا ذلك: مما يعرف بالله، والقيم المجردة وهي الفضائل في ذاتها، والمبادىء العليا التي يجعلها المثاليون هدف الحياة الإنسانية، عديم القيمة في رأي هذا المذهب الواقعي.
ـ 2 ـ
الإسلام بين المثالية والواقع:
بين المثالية والواقع اذن معناه: بين الفرد كمستحق وحده للوجود، وما فوق الفرد أو ما وراءه كمستحق أيضاً للوجود، بل وأسمى في معنى الوجود. معناه أيضاً: بين منطق الواقع، ومنطق المثالية. معناه أخيراً، بين (التقويم) الواقعي والتقويم المثالي.
والاسلام بين الواقع والمثالية معناه: نظرته إلى ما يسمى بـ (الواقع) في نظر الواقعية ونظرته إلى ما ذهبت إليه (المثالية). معناه: رأى الإسلام في (الفرد الإنساني) الذي هو (واقع) المذهب الواقعي وأساسه، ورأيه فيما وراء هذا الفرد واعتبره المذهب المثالي موجوداً، وموجوداً رفيعاً في قيمته، بينما اعتبره المذهب الواقعي عديم القيمة لأنه غير موجود على سبيل الحقيقة في تقديره.
ولكي يتضح الأمر وتتضح الموازنة يحتم هذا العنوان ـ (الإسلام بين الواقع والمثالية) شرح عدة أمور:
أ) الفرد في رأي الإسلام: وجوده، وقيمته،
ب) الجماعة الإنسانية في رأي الإسلام: وجودها، وقيمتها،)
ج) المبادىء المجردة، وهي الفضائل العامة في رأي الإسلام. وجودها وقيمتها،)
د) الله في رأي الإسلام: وجوده وقيمته،)
هـ) الهدف الأخير الإنسانية في رأي الإسلام: ما هو، وما السبيل إلى بلوغة؟)
/