صحفة 167 /
الحطئية، فيلد النظام الديمقرائي.. ثم تأبى الا أن تدخل ابليس فيما لا يعنيه وفيما يعنيه، فلست أدري ـ وان كنت أنت تدري ـ ان ابليس أغرى زيداً أو عمراً من الناس بنحت أثلة الديمقراطية. ان علاقة ابليس بالشجر تتخلص ـ فيما أعرف ـ في أنه وسوس لآم وحواء وغرر بهمها إذ دعاهما إلى الأكل من الشجرة: (شجرة الخلد وملك لا يبلى) فيما زعم، (فدلاهما بغرور، فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة): ان مصدري في قصة آدم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. فما مصدرك في قصة الأثلة المنحوتة أثلة الديمقراطية، فقد أمنحه ثقتي على تشككي في مصادرك التاريخية، أو قل على يقيني بأنها كاذبة خاطئة.
قلت: أثلة الديمقراطية المنحوتة تعبير مجازي لا يخفى عليكم، ولكنها عادتكم إذا أبيتم أن تخوضوا في مسألة.
قال: ولماذا تأبى أنت الا أن يخوض شيخك مع الخائضين.. أفتريد أن تمديد المعونة إلى ابليس، أم تراك من شياطين الانس؟.. (قل أعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس).. ألا ولتعلم أن لشيخك آراء مبتكرة في علاقة ابليس بالناس، بل في علاقته بالثقلين الانس والجن، فالئاهر أنه سبحانه وتعالى ـ لحكم يعلمها ـ صرف أصحاب التفسير عن دراسة المسألة الابليسية دراسة دقيقة.
قلت: المسألة الابليسية لا تعنينا الآن.
قال: فأنت الذي أدخلته فيما بيننا.. فلا أقل من أن نوفيه حقه من اللعن المستحق له إلى يوم الدين.
قلت: نستطيع أن نلعنه منفردين، فليس في لعنه اشكال أو عقدة نشتغل بحلها.
قال: بل ثم ما شئت من عقد ومشكلات، فليس بذي بال أن نلعنه لفظاً أو لغة.
/