صحفة 166 /
زمان ومكان (وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فعباد الله المخلصون قلة بالقياس إلى الفئة الأخرى، الا أنها قلة ممتازة فيها البركة، ولها الصدارة ومنها التوجيه، واليها المصير إذا تعقدت الأمور. ان عيون القلب أو البصائر لمبصرة جد مبصرة مهما تكن ظلمة الأمر. أفلم تر إلى الملأ من قوم محمد بن عبدالله عليه صلوات الله، وقد ظنوا رسالة الإسلام إلى أجل معلوم، فما ان يرتفع صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملأ الأعلى حتى تراهم مرتدين إلى الدرك الذي كان قد استنقذهم منه، ولكنهم لم يرتدوا، على أنهم كادوا، فثم القلة الواعية، كانت هناك راعية غير غافلة عن القطيع الذي لا يعلم، والذي كان حرياً أن يتردى في هذه الشرك، فيراجع اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، لو كان الحبل على الغارب وكانت قيادة القطيع إلى القطيع.
قلت: هاأنتم أولاء تعرضون لأمر وددت لو طال الحديث فيه، تعرضون للنظام الديمقراطي الذي قال فيه (الكسيس كاريل) ـ بغير حق بطبيعة الحال ـ: انه خرافة طال عليها الأمد. فهو فيما يرى نظام تأباه طبيعة الوجود، وواضح أنه رأى ضال مضل، يناهض رأي الأغلبية الغالبة من اصحاب التنظئيم الاجتماعي، وهؤلاء يرون بحق أن الرأي ما رأت الأمة، فارادة الشعب هي العليا، وهي مصدر السلطات جميعا، فليس مشروعا غير شرع الشعب. أما أن يحكم بغير ارادته فوضع عفى عليه الزمن، أو عهد بائد لا رجعة له. نعم ان (الكسيس كاريل) وغيره ممن لا يدينون بدين الديمقراطية هم من أصحاب الفكر الرفيع، بيد أن رفعة الفكر لا تعصم من العثرة، بل ان الكبير حقيق أن يأتى بالكبيرة. وكذلك ضل كثيرون من ذوى الألباب حين سول لهم ابليس أن ينحتوا أثلة الديمقراطية.
قال: ابليس.. والكسيس كاريل.. وأثلة الديمقراطية المنحوتة، كل أولئك أشياء ما كانت لترد خاطري.. وقد ترتبط أشياء كثيرة بعضها ببعض، ولكن العجيب حقاً أن ترتبط ذو الطائية (بالكسيس كارل) أو أن يتمخض شعر
/