صحفة 168/
قلت: فذو البال فيما يبدو أن نلعنه اصطلاحا.
قال: ذو البال أن تحبط أعماله المنجحة فيما يظهر.
قلت: أو تحسبونه أفلح في أعماله.
قال: لم أقل أفلح.. وإذا شئت أن تبحث (أنجح) (وأفلح) فانه لمبحث.
قلت: في جلسة أخرى، فأما الآن فحسبي أن أعلم فيم أنجح لا أفلح؟ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال: أنجح (دون ريب) في تفريق كلمة المسلمين.. أمة واحدة فرقها أمما، أكذبك إذا زعمت أني أعرف عددها.
قلت: وهل تكرهون أن يكثر عدد المسلمين؟ ان كثرة الأمم الإسلامية تعنى، في صورة أخرى، كثرة القائلين: لا اله الا الله محمد رسول الله.. وتلك حال لا يرضى عنها ابليس، وبالتالي ليست من أعماله، وإذا كانت منها فانه لا بد قد أخطأ الاجتهاد.
قال: كلام فارغ.. أو من وسوسته ان كنت جادا، فليس على جناح أن أكره تعدد الأمم الإسلامية … انها أمة واحدة كيانها هذه الوحدة … ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون … وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون … آيتان من آي الذكر الحكيم، مرة (فاعبدون)، ومرة (فاتقون). فعبادة الحق سبحانه وتعالى وتقواه أن تعى هذا الأصل، وأن تحرص على قيامه: أصل الوحدة، وحدة الأمة الإسلامية. لو كان إلى أمر المسلمين لكفتهم أن تكون صلاتهم آناء الليل وأطراف النهار بهاتين الآيتين الكريميتين: ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون … وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.
قلت: الإسلام مذاهب كثيرة، وتعدد المذاهب من طبيعة النظم، فليس في الامكان أن نجمع المسلمين على مذهب بعينه.
/