صحفة 165 /
قال: صاحبك هو سنان بن الفحل من بني أم الكهف من طيء، وخصمه هم بنو هرم بن العشراء من فزارة. وكانوا مختلطين متجاورين، وإذا شئت أن تحقق متى اختصموا، وأين كانت البئر، وكيف سوى النزاع: أكان قضاء أم اقتضاء بالسيف والحربة، فذلك شأنك، فأما أنا فحسبي (ذو الطائية) وحلاوتها وخفتها وشمولها إذ تسد مسد (الذي والني).
قلت: هي هنا سدت مسد التي.
قال: وفي قوله:
قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلم فان المشرفي الفرائض
أظنك دون المال ذو جئت تبتغى ستلقاك بيض للنفوس قوابض
سدت مسد الذي، فهو يقول لذلك الي جاء ساعيا يجمع الزكاة أو الصدقات، يقول له: أقبل يا رجل، فعندنا بدل المال سيوف تقبض النفوس، وما أحسبك الا لاقياً حتفك دون المال الي جئت تبتغي.
قلت: هي اذن حرب الردة ومنع الصدقات، التي كان الحطيئة من أبطالها، وقال فيها قولته المشهورة الملعونة:
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا فيا لعباد الله ما لأبي بكر؟
أيورثها بكرا إذا مات بعده؟ وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
حسبها القوم دعوة تنتهى بانتهاء صاحبها، فما دام رسول الله لم يعد بينهم فلا سمع ولا طاعة ولا صلاة ولا زكاة، بل هي القهقهرى: عود إلى الجاهلية الجهلاء، وهي إلى الحطيئة وأضرابه حبيبه مواتية.
قال: ما كان عليه الصلاة والسلام الا مبشراً ونذيراً لهم بين يدي عذاب شديد، أفلم تكن نزلت (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزى الله الشاكرين) ان الجهالة والضلالة والحطئية وأضرابه حظ الإنسانية في كل
/