صحفة 163 /
دعونا أيها القوم ننق المذاهب الإسلامية من خطأ هذا الناقد وخلطه.
دعونا نصلح ما أفسدته يده من عقائد المسلمين بما نشره في مجلة الأزهر.
دعونا نقل لمن قرءوا مقاله: لا تصدقوه في أن عقيدة المسلمين أن الله في مكان، وأنه يجيء ويذهب ويستوى على العرش كما نعهده في المحسوسات، فان المسلمين يقولون ان الاتيان والمجيء انتقال من مكان إلى مكان وصفة من صفات الاجسام، وان الاستواء إذا حمل على ظاهره لن يصح الا في جسم يشغل حيزا ويأخذ مكانا، والله عزوجل خالق الأمكنة، ومنشىء كل حيز، فأين كان حين لا حيز ولا مكان.
دعونا نقل لهذا الكاتب في رفق ولين: انك حملت قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) على ظاهره وأخذت له منه صفة هي أن يديه مبسوطتان فصورته للناس صنما يداه مبسوطتان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ما هكذا يا سعد تورد الابل، ان الاحساس البياني والذوق الأدبي يأبيان ذلك.
ان هذا في مقابلة قول اليهود يد الله مغلولة، أي بخيل لا يعطى، كمن غلت يده فلا يقدر على الاعطاء، فرد الله عليهم بقوله: (بل يداه مبسوطتان) أي كريم معطاء لا يمنعه مانع ولا يحجزه حاجز، فهو مثل قوله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) فقد نهاه عن الشح والبخل لا عن هذا الوضع الحسي، وهو جعل اليد مغلولة إلى العنق، ثم قال: (ولا تبسطها كل البسط) فنهاه عن الاسراف المقابل للشح والقبض، لا عن بسط اليد بمعناه الحسي.
دعونا نزل العيب والعار عن الأززهر ومجلة الأزهر، ونقل للناس: ان المجلة لم تنشر ما نشرت من مقال هذا الكاتب جهلا بما فيه، وإنّما نشرته استجابة لحرية الرأي، وها هي ذي قد كرت عليه بالابطال والتفنيد.
/