صحفة 161 /
والنصارى الذين لم يمرضوا بمرض الفلسفة والتعطيل كمن قلدوا متهوسى اليونان الذين بدأوا طفولة تفكيرهم في عصرهم الجاهلي الوثني، وقلدهم في هذه الآراء الصبيانية والخيالات البدائية في التفكير مرضي الفلسفة من العرب كالفارابي وابن سينا وابن رشد والراؤي ـ بله الجهمية والمعتزلة) ا هـ.
ساق الناقد هذه النصوص التي توهم التشبيه بالحوادث، وزعم أن المسلمين جميعاً يقولون بظاهرها الا اتباع الفلاسفة كالفارابي وابن سينا والمعتزلة والجهمية، ويدخل في هذا العموم الاشعرية والماتريدية وأتباعهما في جميع الأمصار الإسلامية إلى اليوم. وكل من عرف مقالات الاسلامييين ودرسها دراسة واعية ينكر ذلك ويرى أن مذاهبهم مخالفة لما يقول.
نستطيع أن نقول على قدر دراستنا في الأزهر ومطالعاتنا الخاصة أنه لا يقول بالجسمية لله الا الكرامية وهم أتباع محمد بن كرام، أما الطوائف الأخرى الإسلامية فهم أمام الآيات التي توهم التشبيه بالمخلوقات قسمان: قسم يمرها على ظاهرها من غير تأويل مع تنزيه الله عن مشابهة الحوادث، وقسم يصرفها عن ظاهرها الذي يوهم التشبيه ويؤولها إلى معنى يليق بالله تعالى، والأولون هم السلف، والآخرون هم الخلف، ومنهم الأشعرية والماتريدية والمعتزلة، وقد أفاد هذا صاحب جوهرة التوحيد التي تدرس في الأزهر بقوله:
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
فهو يفيد أن الذين لا يؤولون ويفوضون علمها لله تعالى يعتقدون تنزيه الله تعالى عن مشابهة الحوادث واثبات الجسمية والاحتياج إلى المكان، أخذاً بتلك الآية المحكمة (ليس كمثله شيء).
تجد هذه المذاهب مسطورة في كتب العقائد التي تدرس في الأزهر كالعقائد النسفية، والمواقف والمقاصد، وفي كتب الغزالي، وفي كتب التفسير التي بين أيدينا، حتى ان الاشعرية الذين لم يؤولوا بعض النصوص التي رأى غيرهم أنها توهم التشبيه كآيات الرؤية: (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة). تقول:
/