صحفة 160 /
محسوس يلزمه الزمان والمكان والجهة، وكأنه قد رآه الناس الذين آمنوا به وجاء ايمانهم به من طريق الحواس فيكون ذلك متفقا مع الفلاسفة الذين لايثبتون الا ما لمسته أيديهم وأحسته حواسهم.
وهذا أمر خطير جدا وتشويه لمذاهب المسلمين والفرق الإسلامية، وكان يجب على مجلة الأزهر أن تتنبه إليه وتقوم بالرد عليه، فإذا فاتها ذلك وقام أحد رجال الأزهر بهذا الواجب فهل تمنع نشره، ونحن انصافا لهذا الكاتب سنذكر ما قاله بنصه ثم نعقب بالرد عليه.
مدح الكاتب كتاب خرافة الميتافيزيقا فقال: (ان الكتاب لا يمس الدين في قليل ولا كثير، والدين هو أساس الأخلاق، ولكن هذا الكتاب يهدم خيالات أفلاطون وأرسطو، ومن قلدهما من متفلسفة العرب، من المجردات التي لا وجود لها الا في خيال من تخيلها، وأضرب لذلك أمثلة يتبين منها سلامة الدين وأصوله وأركانه، بينما تتقوض دعاوى من زعم أو تخيل أن في الوجود ما لا يمكن أن يحس أو يرى أو يلمس …
المثال الثالث خالق السماوات والارض رب العالمين، يقول عنه المتفلسفة انه علة العلل والعقل الأول، وأنه واحد من كل وجه، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا ولا. من السلوب التي تجعله هو والعدم سواء، فلو قيل لهم: صفوا العدم أو المستحيل لما وصفه بأكثر مما وصفوا به رب العالمين. أما المسلمون ـ بل واليهود والنصارى ـ فيؤمنون أن رب العالمين فوق العرش، وأنه يرى في الآخرة ويتكلم بكلام يسمعه من شاء من خلقه كموسى ومحمد، وأنه عرج إليه النبي صلى الله لعيه وسلم ليلة المعراج وسمع كلامه، ورآه أو رأي نوره، وأنه تشرق الأرض بنوره يوم القيامة، وأنه يجيء والملك صفاً صفا لفصل الحساب. وأن له يدين مبسوطتين، وبيده الميزان يخفضه ويرفعه، وأن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، إلى آخر ما جاء في وصفه في القرآن والحديث والتوراة والانجيل ـ وآمن به المسلمون واليهود
/