صحفة 159 /
وإنّما معناه أنني أعترف للمجلة بحقها في الحكم على ما تنشر الا إذا تعارض هذا مع حق آخر.
ولو أغفلت المجلة المقال دون أن تبدى رأيها فيه لكان محتملا بعض الشيء، أما وقد أبدت رأيها فيه فواجب عليها أن تنشره ليعلم القرا أي علم حوى، وأية فائدة فوتتها عليهم المجلة، وأقل ما في ذلك بيان قواعد المنطق من أي نوع هي، أهي من القواعد الوصفية أم من القواعد الوضعية، مما لا يجدونه في كتاب، وانصاف علم المنطق، فقد عفر هذا الكاتب في وجهه وبخسه حقه، فمن الواجب أن يعرف الناس الوجه الآخر ولهم أن يختاروا.
ولا أدري لفائدة من تنشر المجلة ما يبغض في علم رضيه علماء الإسلام واصطبغ تفكيرهم به، وينيت بحوثهم وكتبهم عليه، فمن لم يفهمه لم يقدر على فهمها تمام الفهم، وتبينها تمام التبين، ثم تأبى أن تنشر الدفاع عنه و المحاماة دونه، وبيان عذر علماء الإسلام فيما ذهبوا إليه.
ولفائدة من تنشر الطعن في علم يعين على فهم بطلان ما يدعيه خصوم الأديان على الأديان، وتروج لكتاب (خرافة الميتافيزيقا) الذي ينفى الأديان والأخلاق، ولولا أن شغلني هذا الكاتب بنفسه لبينت ما فيه من ضلال وبهتان.
هذه آراؤنا ففندوها، وهذه عقائدنا فأبطلوها، لكم كل ذلك، ولكن الذي ليس لكم أن تنشروا الطعن ولا تنشروا الدفاع.
ولا يمنعني هذا الموقف لمجلة الأزهر من أن أقوم بواجبي من الذود عن حياض الإسلام، وأرسل الرد الثاني على القسم الثاني من مقال هذا الكاتب، وهو أخطر القسمين، لأنه يتعلق بذات الاله في الإسلام، وعند فرق المسلمين المختلفة، فقد ذهب هذا الكاتب إلى أن الله عند المسلمين ـ الا أتباع الفلاسفة ـ محسوس كسائر المحسوسات يناله الحس، فمن أنكر المعقولات ولم يثبت الا المحوساست التي تعلم من طريق الحواس، لم يكن بذلك منكراً للاله عند المسلمين لأن المسلمين يرونه محسوساً كسائر المحسوسات، كأن الله عند جميع طوائف المسلمين جسم
/