/ صحفة 137 /
فيها فيكثرون الجدال، والتي كان القرآ، ينزل بأبطالها، ويطلب إليهم الرجوع عنها، واعتناق الحق الذي بينه، وعدم الغلو في دينهم، وعدم اتباع الضالين المضلين من اليهود.
موقف القرآن من النصارى يختلف عن موقفه من اليهود:
ومن تأمل موقف القرآن من النصارى وجده يختلف إلى حد كبير عن موقفه من اليهود، ويظهر ذلك فيما يأتي:
1 ـ القرآن لا يعنف مع النصارى عنفه مع اليهود، فلا يكاد يغلظ لهم الا فيما يرجع إلى العقيدة والالتواء بها عن جادة الحق، أما اليهود فانه يكثر من تبكيتهم على أخلاقهم السيئة ومن ابراز ما طبعوا عليه من الغدر والنكث والفسوق والعصيان، وأنهم قوم ماديون أثرون ضالون مضلون.
2 ـ القرآن يصرح ـ في سورة المائدة هذه ـ بأن النصارى فيهم رقة قلوب، وميل إلى ما يعرفون من الحق، وأنهم أقرب الناس مودة إلى المؤمنين، ويصرح في مقابل ذلك بأن (أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) ويقدم اليهود في ذلك على المشركين ايذاناً بأن عداوتهم أشد، ومكرهم أعظم.
وذلك قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون).
3 ـ القرآن يعتبر المسيحية اصلاحا في اليهودية فيقول: (وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور، ومصدقا لما بين يديه من التوراه وهدى وموعظة للمتقين). (ورسولا إلى بني اسرائيل). (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم). (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة).
4 ـ القرآن يذكر أن غلو المسيحية وضلالها وانحرافها عن الحق إنّما يرجع إلى اتباعهم الضالين المضلين من قبلهم وهم اليهود، فيقول: (قل يا أهل الكتاب