/ صحفة 130 /
إلى المدينة، وجعل يشبب بنساء المسلمين، وبلغ من غيظ المسلمين منه أن أجمعوا على قتله، وأوفدوا له بعض الفدائيين فاحتالوا عليه حتى قتلوه.
وقد بلغ من تبجح اليهود وتجرئهم أن حاولوا فتنة الرسول نفسه، وذلك أن أحبارهم ورؤساءهم ذهبوا إليه ذات مرة وقالوا له (انك قد عرفت أمرنا ومنزلتنا وانا إذا اتبعناك اتبعك اليهود ولم يخالفوا، وان بيننا وبين بعض قومنا خصومة فنحتكم إليك فتقضى لنا فنتبعك ونؤمن بك، فنزل فيهم قوله تعالى: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك، فان تولوا فاعلم أنما يريد الله يصيبهم ببعض ذنوبهم، وان كثيراً من الناس لفاسقون، أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
تأليبهم أحزاب المشركين:
هذه بعض مواقف اليهود في محاربة الدعوة الإسلامية، وقد تهيأ لهم بها أن يكونوا مركزاً وعشاً للدسائس في المدينة وحولها، يأوى إليه كل معارض للاسلام، أو منافق يدعى الايمان، ويمد المشركين بالاخبار والمشورة، ويغريهم بالتجمع والتكتل لحرب الرسول وأصحابه، وهم الذين دبروا اجتماع العرب المعروف (بالاحزاب) ويومئذ تعرضت المدينة لخطر شديد، ولقى المسلمون من الكرب العظيم ما اوقع في قلوبهم الرعب، وكاد يفتن بعضهم، ومشى المنافقون بالارجاف واذاعة أنباء السوء وبث الخوف، حتى سمعوا جو المدينة، ونقضت قريظة عهدها، واستهانوا بالمسلمين، وطلبوا إليهم أن يردوا اخوانهم بني النضير إلى ديارهم كشرط لبقائهم على عهدهم، ووقعوا في محمد صلى الله عليه وآله وسلم يسبونه ويذكرونه بالسوء، ويقولون متهكمين: من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، وفي هذا الموقف يقول القرآ، الكريم في سورة الاحزاب: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنا لك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا،