/ صحفة 128 /
ثم أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفداً منهم مؤلفاً من رفاعة بن قيس، وقردم بن عمرو، وكعب بن الأشرف، ورافع بن أبي رافع، وغيرهم، فقالوا: (يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة ابراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك) وإنّما يريدون بذلك فتنته عن دينه فأنزل الله تعالى فيهم (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
ومن ذلك أن عبد الله بن صيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف، قال بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة، ونكفر به عشية، حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع، ويرجعون عن دينه، فأنزل الله تعالى فيهم: (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؟ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون، ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم، قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم، قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم).
تفضيلهم الوثنية على الإسلام:
وقدم جماعة من بني النضير على قريش ليغروهم بالمسلمين، ويحزبوا الاحزاب عليهم، فقال القرشيون: هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتاب الأول فسلوهم أدينكم خير ـ يريدون دين القرشيين وما هم عليه من الوثنية ـ أم دين محمد، فسألوهم فقالوا بل دينكم خير من دينه، وأنتم أهدى منه وممن اتبعه، فأنزل الله تعالى فيهم: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً).
رأى يهودي معاصر في ذلك:
وقد نقل الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد) ص 320 تعليقاً