/ صحفة 101 /
أراد الشيء يريده ارادة: نزعت نفسه إليه مع الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أولا، يفعل والارادة في الأصل قوة مركبة من شهوة وخاطر وأمل، ثم جعلت اسماً لنزوع النفس مع الحكم، ثم تستعمل الارادة تارة في المبدأ وهو نزوع النفس إلى الشيء، وتارة في المنتهى وهو الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل.
1 ـ فإذا أسندت إلى الله تعالى يراد بها المنتهى دون المبدأ، فانه يتعالى عن معنى النزوع، وارادته تعالى هي عند المعتزلة علمه تعالى بجميع الموجودات، وكون الموجود على وفق المعلوم، فمتى قيل: أراد الله كذا فمعناه علمه، وحكم فيه أنه كذا وليس بكذا، مثل: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) 36 / البقرة، (قل فمن يملك من الله شيئاً ان أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا) 17 / المائدة. (ان أرادني بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته) 38 / الزمر. (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) 16 / الاسراء. (إنّما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) 40 / النحل. (ما أريد من رزق وما أريد أن يطعمون) 57 / الذاريات. (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة) 5 / القصص. (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا) 41 / المائدة. وهكذا في كل ما أسند إلى الله تعالى. وهي عند أهل السنة على أحد معنيين.
ارادة كونية يتحقق الفعل عندها، وتقال في مقابلة الاكراه، وهي صفة تخصص بالوجود فعلا دون فعل، وتخصص الفعل بوقت دون وقت، ووجه دون وجه، وارادة بمعنى المحبة والرضا، وهي لا تستلزم وقوع الفعل، وبها فسر قوله تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) 33 / الاحزاب.
2 ـ أما إذا أسندت الارادة لغير الله تعالى من ذوي الارادة فهي على معني النزوع والقصد والمشيئة والاختيار والطلب: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) 233 / البقرة، أي اختار، فمن هذه