/ صحفة 10 /
مباح لهم داخلتهم آثاره، وامتدت فروعه ونتائجه إلى سائر وجوه النشاط في حياتهم، ولم يعد من السهل تصفية تلك الآثار دون احداث رجة في المجتمع، وحملة على صعاب تشق عليه، وتؤثر في سعادته.
وقد دل القرآن الكريم على هذا المبدأ في هذه الآية وفي غيرها، ومن ذلك قوله تعالى بعد عد المحرمات في النكاح: (الا ما قد سلف ان الله كان غفوراً رحيما) وقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
الإسلام يجب ما قبله:
بل ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك، إذ أهدر كل ما خالف الجاهليون فيه مبادىء الحق والعدل، فوضع الدماء ولم يوجب القصاص في شيء منها، ووضع الالتزامات المالية الربوية، وفي ذلك يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (ان ربا الجاهلية موضوع، وان دماء الجاهلية موضوعة) ومما جرى مجرى القواعد الثابتة (الإسلام يجب ما قبله).
القرآن ينهى عن كثرة السؤال:
النداء الثالث مما نبحثه اليوم، وهو في ترتيب نداءات السورة الرابع عشر، قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم، وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم، عفا الله عنها والله غفور حليم، قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين).
وهذا النداء الالهي يرسم للمؤمنين منهجاً صالحا في حياتهم، ويرشدهم إلى أدب عال لو تمسكوا به لوفروا على أنفسهم كثيراً من ألوان الشقاء والتعاسة والتعقيد.
كراهته للتعقيد والتضييق:
بيان ذلك أن من أهم الاصول التي تصفو بها حياة المجتمع أن يكون أقرب إلى الطبيعة والفطرة، وأبعد من التكلف والتعمق، وأزهد في أسباب الجدال والتشدق، وأكثر نفوراً من كل ما يقيد أو يعوق من المعتقدات أو التشريعات