/ صفحه 89/
قلت: أعلم أن وجوها طلعت على البلاد العربية أثنا، قام الدولة الإسلامية تشبه وجوه عروة وأضرابه الجاهلين، وفي سعي أن أقيم الدليل على أن طلوعهاك كان نتيجة التواء سياسة الحكام. فالعلل هي العلل، والتربة التي أنبتت أولئكالتي أنبتت هؤلاء، وما كانت سياسة الحكم الإسلامي لتخرج هذه الفئة للمتصعلكة لو سيست بها الأُمة الإسلامية.
قال: هذا موضوع طويل عريض لا يتسع له حديثنا، فلسبق في دائرتنا...
فما الفكرة الغالبة في لامية الشنفرى سواءاً صحت له أم كانت من وضع خلف الاحمر؟
قلت: الفكرة الغالبة فيما هي الدعوة إلى الهجرة والتنقل، فهي تستهل:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم * * * فاني إلى قوم سواكم لاميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر * * * وشدت لطيات مطايا وأرحل
و لا تراه فيها إلا ضارباً في فجاج الارض آناة الليل وأطراف النهار.. أفليس ذلك أصلا إسلاميا اتبعه بحكم الفطرة صلوك جاهلي؟
قال: هنا مربط الفرس... الاصول الفطرية فطرة الله التي فطر الناس عليها ولن تجد لسنة الله تبديلا. والإسلام لم يزد على أن أرشد الناس إلى هدى الفطرة السليمة، وما دام الكائن الحي فرداً أو مجتمعاً مهتديا بهذا الهدى، فقد صح، وصحت حياته.
قلت: الانسان مدني أو اجتماعي بالطبع.
قال: تلك قاعدة فطرية أغفلتها العرب في الجاهلية فلم تجتمع، بل تفرقت أيدى سبأ على حد تعبيرها.. جعلها الله شعوبا وقبائل لتتعارف وتتعاون فتناكرت وتجادلت واحتربت. فلما جاء الإسلام ألقاها متبددة ومختلفة اختلافا تعجز القوى البشرية أن تؤلف شتاته.. كان محمدبن عبدالله عليه صلوات الله خير دعاة بني الانسان ما في ذلك أدنى ريب. الا
أنه بقوته ووسائله الادمية. ما كان بمستطيع تأليف تلك القلوب التي أنت عليها الثارات والحزازات، بل كان لابد لاعظم