/ صفحه 82/
قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد بريرى
قال شيخي:
و في الارض منأى الكريم عن الاذى * * * وفيها لمن خاف القلى متعزل
أديم مطال الجوع حتى أحينه * * * وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
واستف ترب الارض كيلا يرى له * * * علىَّ من الطول امرؤ متطول
ولولا اجتناب الذم لم يبق مشرب * * * يعاش به إلا لدىّ ومأكل
و لكن نفساً حرة لا تقيم بي * * * على الضيم إلا ريثما أتحول
يماطل الجوع حتى يميته، ولو قدر لك الله أن تجوع ولا تجد ما تسد به خلتك، يعني تشحن معدتك، لعلمت أن مماطلة الجوع تقتله فلا تحس أنك جائع، وصاحبنا مارس هذه الحال غير مرة، مارسها بطبيعة حياته، حياة الصعلكة والاملاق التي اختارها اختيارا، أو قل اضطره إليها اضطراراً: الإباء والإنفة.
فهو يستف ترب الارض ولا يمكن لك أن تتطاول عليه بما تمن وتؤذى. ولو كان ممن لا يضيرهم المن والاذى، ولا
يتجنبون الذم، لكان له ثرا، ولتوافر لديه ما شاء من ألوان المطعم والمشرب.. كلا وبعدا بمطالب البطن حتى صحبها الهوان فلن أقيم عليها أبداً أو بتعبير ما أصحه، لا أصبر عليه إلا ريثما أتحول.. فهو في اللحظة التي تبدو فيها بوادى الضيم من بعيد ينتقل فلا تدهمه. وتسأله أين يذهب، ففي الارض منأى للكريم عن الاذى، أو فيها مراغم كثير وسعة، أو كما قال صعلوك آخر: