/ صفحه 81/
فأخذوها منه غصباً، وقالوا له: إن شئت أن تأخذ المال فافعل، وإلا فأنت أعلم، فقال لهم: اني ـ والله ـ لا أعطيكم اياها طوعاً، ولا تنفعكم غصبا: وأشكوكم إلى الرضا (عليه السلام); فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين الالف الدرهم، وفردكمّ من بطانتها، فرضي بذلك!
و روى آخر عن دعبل أنه قال: لما هربت من الخليفة، بتّ ليلة بنيساپور وحدى، وعزمت على أن أعمل قصيدة في عبدالله بن طاهر في تلك اليلة; فانى لفى ذلك، إذ سمعت ـ والباب مردود علىّ ـ السلام عليكم ورحمة الله، انج، يرحمك الله! فاقشعر بدني من ذلك، ونالني أمر عظيم; فقال لي: لا ترع، عافاك الله، فإني رجل من إخوانك من الجن، من ساكني اليمن، طرأ علينا طارىء من أهل العراق، فأنشدنا قصيدتك:
مدارس آيات خلت من تلاوة * * * ومنزل وحي مقفر العرصات
فأحببت أن أسمعها منك; قال: فأنشدته اياها، فبكي حتى خر! ثم قال رحمك الله، ألا أحدثك حديثاً يزيد في نيتك ويعينك على التمسك بمذهبك؟ قلت: بلي، قال: مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد(عليه السلام)، فصرت إلى المدينة فسمعته يقول: حدثني أبي عن أبيه عن جده، أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)قال: على وشيعته هم القائزون؟