/ صفحه 79/
و هجا أعرابياً مرّة، وهو لا يعرفه; فسأله الاعرابي: ممن أنت، فكره أن يقول له من خزاعة فيهجوهم; فقال: أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر:
أناس، على الخير منهم وجعفر * * * وحمزة والسجاد ذو الثفنات
إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * * * وجبرئيل والفرقان ذى السورات
فوئب الاعرابي وهو يقول:
مالي إلى محمد وجبرئيل والفرقان والسورات مرتقي!
* * *
و البيتان الاخيران من قصدة في آل البيت، تلك القصيدة، بل الدّرة الفريدة التي لم يقل خير منها في آل محمد صلى الله
عليه وسلم، في نظرى. وقد أوردها ياقوت في خمسة وأربعين بيتا; قال:" وكان دعبل من مشاهير الشيعة، وقصيدته التائية في آل البيت من أحسن الشعر، وأسنى المدائح... ونسخ هذه القصيدة مختلفة; في بعضها زيادات يظن أنها مصنوعة، ألحقها بها أناس من الشيعة; وإنا موردون هنا ما صح منها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * * * ومنزل وحي مقفر العرصات
لال رسول الله بالخيف من مني * * * وبالركن والتعريف والجمرات
* * *
ثم قال: ومما يختار من شعر دعبل قصيدته العينية التي رثى بها الحسين بن على رضى الله عنهما، قال:
رأس ابن بنت محمد ووصيه * * * يا للرجال! على قناة ترفع
و المسلمون بمنظر وبمسمع * * * لا جازع من ذا ولا متخشع
أيقظت أجفانا وكنت لهاكرى * * * وأنمت عينا لم تكن بك تهجع
كحلت بمنظرك العيون عماية * * * وأصم نعيك كل أذن تسمع
ما روضة إلا تمنت أنها * * * لك مضجع ولخط قبرك موضع