/ صفحه 77/
بقصيدة له هجا فيها نزارا ومدح اليمن، مطلعها:
أفيقي من ملامك يا ظعينا * * * كفاك اللوم مر الاربعينا
* * *
و التحم الهجاء بينه وبين أبي سعد المخزومي، حتى رواه صبيان الكتاب، ومارة الطرق، والسفل; وحتي انتفي بنو محزوم من أبي سعد، فرقا من دعبل أن يعمهم بهجائه، وكتبوا بذلك كتاباً في دار المأمون وقد تظلموا إليه، فقال في ذلك دعبل:
غيران الصيد منهم * * * ففوه بخزايه
كتبوا الصك عليه * * * فهو بين الناس آيه
فإذا أقبل يوما * * * قيل: قد جاء النفاية
و كان هجاء أبي سعد أقوى، ولكن هجاء دعبل أسير. وفي كليهما إقذاع يميل بنا عن روايته.
* * *
و تلمذ دعبل على مسلم بن الوليد: وقال: ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم، فيقول لي: أكتم هذا. حتى قلت:
أين الشباب، وأية سلكا * * * لا أين يطلب، صل، بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل * * * ضحك المشيب برأسه فبكى
فلما أنشدته هذه القصيدة، قال: اذهب الآن فأظهر شعرك، كيف شئت، لمن شئت أو بهذه القصيدة أيضاً عرفه حبيب "أبو تمام" فقال: لمن سأله عن نسب دعبل: هو دعبل بن على الذي يقول: ضحك المشيب برأسه فبكي!
و ما زال دعبل بعرف لاستاذه مسلم فضله عليه، حتى ولي مسلم جرجان،و وفد عليه دعبل فجفاه; فهجره دعبل، وكتب إليه بهذه الابيات التي تعتبر أبلغ ما رثيت به صداقة: قال: