/ صفحه 75/
و قام إمام لم يكن ذا هداية * * * فليس له دين، وليس له لب
و ما كانت الانباء تأتي بمثله * * * يملك يوماً أو تدين له العرب
و لكن كما قال الذين تتابعوا * * * من السلف الماضين إذ عظم الخطب
ملوك بني العباس في الكتب سبعة * * * ولم تأتنا عن ثامن لهم كتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة * * * خيار إذا عدوا، وثامنهم كلب
و إني لاعلى كلبهم عنك رقعة * * * لانك ذو ذنب، وليس له ذنب
لقد ضاع ملك الناس إذساس ملكهم * * * وصيف وأشناس وقد عظم الكرب
و يقول بعد موته وقيام الواثق:
الحمدلله! لا صبر ولا جلد * * * ولا عزاء، إذا أهل البلا رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد * * * وآخر قام لم يفرح به أحد
* * * وهجا إبراهيم بن المهدى، وهو خليفة، وهجاه بعد اختفائه بقوله:
نعر ابن شَكلة بالعراق وأهله * * * فهفا إليه كل أطلس مائق
إن كان إبراهيم مضطلعاً بها * * * فلتصلحن من بعده المخارق
و لتصلحن من بعد ذاك لزلزل * * * ولتصلحن من بعده للمارق
أني يكون ـ وليس ذاك بكائن * * * يرث الخلافة فاسق عن فاسق(1) فينتهز إبراهيم فرصة صلحه مع المأمون، ويذهب يحرضه على دعبل، فيضحك المأمون، ويقول: إنما تحرضني عليه لقوله فيك:
يا معشر الاجناد لا تقنطوا * * * وارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينية * * * يلتذها الامرد والاشمط
و المَعْبَديات لقوادكم * * * لا تدخل الكيس ولا تربط
و هكذا يرزق قوّادَه * * * خلفة، مصحفه البَرْبَطُ
فيقول إبراهيم: فقد ـ والله ـ هجاك أنت يأمير المؤمنين، فيقول المأمون: