/ صفحه 74/
و هجا دعبل الرشيد، والمأمون، وإبراهيم بن المهدى، والمعتصم، والمطلب بن مالك والي مصر، وكلهم محسن إليه، يغني له ببيت في حضرة الرشيد، ويسأل عنه فيدل عليه، فيجيزه ويحسن إليه، فيكافئه بهجائه بعد موته، بقوله من قصيدة في مدح آل البيت:
و ليس حي من الأحياء نعلمه * * * من ذى يمان، ومن بكر، ومن مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم * * * كما تشارك أيسار على جزور
قتل وأسر وتحريق ومنهبة * * * فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
أرى أمية معذورين إن غدروا * * * ولا أرى لبني العباس من عذر
أربع بطوس على قبر انزكي بها * * * إن كنت تربع من دين إلى وطر
قبران في طوس، خير الناس كلهم * * * وقبر شرهم; هذا من العبر!
ما ينفع الرجس من قرب الزكي، وما * * * على الزكي بقرب الرجس من وطر
هيهات! كل امرىء رهن بما كسبت * * * له يداه فخذ ما شئت أو فذر
و يمدح بخير الناس على الرضا، وبالآخر قبر الرشيد!
* * *
و يمدح المطلب وإلى مصر فيقول:
أبعد مصر، وبعد مطلب * * * ترجو الغنى، إن ذا من العجب
إن كاثرونا جئنا بأسرته * * * أو واحدونا، جئنا بمطلب

ـــــــــــ
1- أغاني ج 19 ص 31
فيوليه مطلب أسوان; ثم يبلغه أنه هجاه، فقال:
و عاديت قوماً فما ضرهم * * * وشرفت قوما فلم ينبلوا
فأنت إذا ماالتقوا آخر * * * وأنت إذا انهزموا أول
فيرسل من يبلغه عزله وهو على المنبر، ليكون أخزى له وأشفي لمطلب.