/ صفحه 67/
الانتصار لبنى مروان، كما توهم بعض الشرقيين أو المستشرقين، وقد نشأ بعضها عن الشك في مقتل مروان، فلما اتضحت لهم الحقيقة ألقوا السلاح، ولا يستغرب حدوث مثل هذه القلاقل في ذلك الحين(3).

ـــــــــــ
1- انظر عن انقلاب القبائل بين الجزيرة ومصر على مروان: المروج (2/149) والكامل (5/202 - 203).
2 - انظر عن خواطر الجعدى وتفنيد رأيه في هذا الباب: مروج الذهب (148-149).
3- انظر عن هذه الانتفاضات تاريخ الأمم والملوك الطبرى (9/137-139) والكامل لابن الاثير (5/206) وانظر عن أشهر قوّاد الجيش العباسي في واقعة الزاب المصدر المذكور(199).

الجيش والسياسة:
و قد رأينا أثر السياسة والعصية القبلية معاً في خذلان مروان، وفي ظفر العباسيين به، فكيف تسرب الفساد إلى ذلك الجيش؟
من رأي بعض المؤرخين أن مرد ذلك إلى أثر الدعوة الهاشمية، وليس هذه الرأي بشيء، وإن كنا لا ننكر بعض الاثر للدعوة المذكورة في جيش مروان.
إذا تاملنا تاريخ الدولة الاموية، لا حظنا أنه طافح بأخبار التحزب والعصبيات فمن ذلك عصبية قيس وكلب، وعصبية قيس وتغلب في أيام عبدالملك بن مروان وكانت كلب مروانية، وقيس زبيرية، وفي هذه الفترة انشق الامراء من بنى أمية على أنفسهم، واختلفوا باختلاف أمهاتهم من كلبيات وقيسيات، وكاد يكون بينهم شر(1). ومن أشهر هذه العصبيات ما حدث بين عرب الشمال وعرب الجنوب، أو بين العدنانية واليمانية، في الشام وغير الشام وأينما وجدت القبائل المذكورة، ولم تسلم منها الاقطار الاندلسية(2).