/ صفحه 65/
مروان الجعدى:
و كان مروان بن محمد بن مروان المعروف بالجعدى على رأس جيش ضخم قدر عدده بمئة وعشرون الف قوامه نخبته من أهل الشام وأشهر قبائلها(1) يحاول الزحف بهم على العراق من الجزيرة.
كان جيش الجعدى ضخما حقاً من حيث العدد فقط، ولكنه في منتهى الضعف من حيث روحه، ومن حيث معنوياته، فقد كانت روح الهزيمة والتواكل فاشية فيه، بل كان جنده يتحدى أوامره ويجاهر بعصيانه(2) إلى غير ذلك من المساوى الشائعة بين أفراد الجيش وقواده على حد سواء، وهو من هذه الناحية يختلف عن جيش بني العباس.
الوقعة الحاسمة وموضع العبرة فيها:
و كانت الواقعة الحاسمة بين الفريقين على الزاب الكبير أو الصغير في قول(3) وفيها اندحر مروان وظفر عبدالله بن على عمّ السفاح بالجيش الاموى كله، ويلاحظ أن جل قواد الجيش العباسي الذي قاتل مروان الجعدى بقيادة عم السفاح المذكور من زعماء العرب المعروفين، ولوحق مروان
هو الخذلان العام فانه ـ وهو يتنقل بين شواطي ـ دجلة إلى شواطيء النيل وبين أحياء العرب وحواضرهم في هذه الرقعة الشاسعة ـ لم يجد كهفاً يأوى إليه أو أحداً يحميه، ويلاحظ أن هذه الوقعة الحماسة