/ صفحه 54/
نسبة الشيعة لاهل السنة في العراق:
لم تعرف بالضبط نسبة الشيعة إلى أهل السنة في العراق، لان ادارة النفوس لا تذكر أوراق الجنسية المذهب، وتكتفى بذكر كلمة مسلم، وهذا من المستحسن ولا حاجة إلى التفرقة بين المسلمين بذكر نسبة بعض الطوائف إلى بعض، ولكن لما كان موضوع بحثنا هو التوحيد بين الطوائف فلاضير في ذكر عدد أفرادها، واذا لم تقم ادارة النفوس بذلك، فيمكن الوقوف عليه ولو اجمالا من طريق آخر وهو تعداد الالوية الشيعية والسنية، وإليك ذكرها: لواء كربلاء، والديوانية، والحلة، والمنفك، والعمارة، والكوت شيعية محضة، ولواء السليمانية واربيل سنية محضة على المذهب الشافعي، ولواء الموصل تغلب عليه السنية على المذهبين الشافعي والحنفى ولواء كركوك يكثر فيه أهل السنة على المذهب الشافعي والباقي من الشيعة. ولواء ديالي يغلب فيه الشيعة، سقط سطر وأهل السنة فيهما على المذاهب الاربعة، ولواء الدليم سني محض والشيعة فيه قليلون، وأهل السنة بين حنفيين وشافعيين. والقبائل المقيمة على دجلة والفرات في
أواسط العراق وعلى البطائح في أدانيه كلها من الشيعة.
الطوائف العراقية في زمن الدولة العثمانية:
و كان العداء شديدا بين أهل السنة والشيعة في زمن الدولة العثمانية، وكانت الصلات بين الفريقين مقطوعة، فلا معاشرة ولامزاوجة، ولا تعاون ولا تعارف بل كان ينكر بعضهم بعضا، ويقسو بعضهم على بعض، وتكفّر كل طائفة الأُخرى، وكانت الحكومة لا تتحرج من استئصال الشيعة وإبادتهم، وانه قتل بين سامراء وبغداد في العراق في يوم واحد خمسة وعشربن ألف رجل من غير ذنب سوى أنهم شيعة، وذكرت مؤلفات تركيا الحديثة: أن من أقوى أسباب زوال الدولة العثمانية عداءهم للشيعة وحربهم معهم. وصرّح كتاب الف حديثا باسم (شيعيك أنادولده حركاتي) بأمور كانت خافية، تبين أن عوامل التخريب في الدولة العثمانية كادت تكون