/ صفحه 435/
"... وقد كان المرحوم الشيخ عبد المجيد سليم في هذه اللجنة النجم اللامع، والكوكب الساطع "و الحركة الدائمة" إذ كانت تعرض الموضوعات وا لمسائل على اللجنة بعد سبق بحثها وفحصها، وعند ذلك يأخذ الراحل الكريم الكلمة فيتولي شرح الموضوعات والمسائل الواحدة بعد الأُخرى، مستعرضاً شتي الاراء ومختلف الصور في كل مذهب من المذاهب، مقرراً حكم الشرع في كل مذهب ذاكراً رأي الائمة والمجتهدين والفقهاء المؤلفين، ومسايراً روح الزمن، متنقلا من فن إلى فن يقطف من أزهارها أبهاها، ويجني من ثمارها أحلاها وأشهاها، وهو في ذلك كله البحر المتدفق، والعالم المحقق المدقق، حتى إذا النتقى من جولته العلمية، ومحاضرته الفقهية، قامت اللجنة بالبحث والتمحيص واستنباط الحكم الملائم تمهيداً لاعطائه الصيغة النهائية، تلك ناحية من نواحي الفقيد العظيم أسردها وأشهد بها، عليه رحمة الله وطيب الله ثراه.
وجاء في مجلة "منبر الشرق" بتوقيع فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية السابق:
ثوى علم من أعلام الإسلام، وانطفأ مصباح طالما استنار به الانام، وخسر العالم الإسلامي بفقده نصيراً للحق من أعز النصراء، وفقيها من أجل الفقهاء، وتقياً من خيرة الاتقاء... ثم قال:
أختير للقضاة وقضى به سنين، ثم للافتاء فمكث شاغلا لمنصبه سبعة عشر عاما أصدر فيهاكثيراً من الفتاوى الهامه القيمة، وكان لا يتقيد في بعضها بمذهب الحنيفة، ويفتى بما ترجح عنده من المذاهب الأُخرى لقوة أدلته وظهور المصلحة فيه، وكان يتحرى الحق ويأخذ به أني وجده، وما كان للهوى في فتواه سبيل إلى نفسه وسلطان على ضميره.
ثم عين شيخاً للازهر مرتين لم تمكنه الظروف فيهما من تحقيق آماله في الاصلاح وخدمة الإسلام والمسلمين.