/ صفحه 434/
الذين أضاءت لهم عبقريتهم طريق الحياة وسبل النجاح ولم يكن نجاحه في أية معركة علمية يخوضها يرجع بالغنم إلى شخصه، وإنماكان يغنم به الإسلام ويظفر من ورائه المسلمون في مختلف بقاع الارض.
وقد تلقي الشيخ عبد المجيد سليم عن الأستاذ الامام الشيخ محمد عبده مبادئه في الاصلاح، وأخذ عنه طريقته في البحث والدرس والتفكير وكان الامام رضوان الله عليه يحبه ويؤثره على غيره من لدانه وأقرانه.
و قد شغل فضيلته وظائف التدريس والقضاء والافتاء ومشيخة الجامع الازهر ومكث في الافتاء قرابة عشرين عاما وله من الفتاوى ما يرنو على خمس عشر ألفا فيها آلاف من الفتاوى ذات المبادىء وقد اتجهت وزارة العدل إلى جمعها وطبعها للانتفاع بما فيها من الاثار العلمية ذات النفع العام، ولا شك أنها تعد مرجع المفتين والفقهاء والقانونيين مهما تعاقب عليها الزمان.
وركز نشاطه في السنوات الاخيرة في الاشتغال بجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية وقد جعلت هذه الجماعة من اهدافها أن تتفاهم الطوائف الإسلامية، على ما ينفع المسلمين وأن تعمل على نسيان الخلاف واستلال الضغائن من بينهم وله ـ يرحمه الله ـ في هذه الناحية كتابات ورسائل ومراسلات بينه وبين كثير من علماء البلاد الإسلامية فلم
يقتصر فضله على العلم في مصر ولكنه تجاوز ذلك إلى آفاق الإسلام في كل الطوائف.
يرحمه الله بقدر ما جاهد وقدم لامته ولدينه من فوائد ونفع وعوض الأمم الإسلامية والإسلام عن فقد هذا المجاهد العظيم.
* * *
ونشرت الاهرام أيضاً كلمة بتوقيع القانوني الكبير الأستاذ محمد محمود وكيل وزراة العدل ورئيس محكمة استثناف مصر سابقاً جاء فيها عن منزلة الفقيد في لجنة الاحوال الشخصية التي كانت تجمع فطاحل رجال الشريعة والقانون في مصر.