/ صفحه 436/
و قد شق عليه كثيراً أن يحال بينه وبين تنفيذ مايراه إصلاحا جوهرياً في النظم الازهرية لا يصلح أمر الازهر إلا به، ولا يؤتي العلم الازهرى ثمرته إلا بتقريره .
لن ننسي الشيخ عبدالمجيد سليم القاضي النزيه والعالم القدير والفقيه المجتهد، والصالح التقي، والاخ الو في، والصابر المحتسب الذي أوذى وحورب واضطهد وحرم منه العلم والعلماء في الازهر وغيره.
وسيذكر له التاريخ بعد حين مواقف مشهودة، وشجاعة، وقوة إيمان وصلابة عقيدة وليس هو بأول من عصفت به السياسة من أعلام الإسلام.
* * *
و جاء في مجلة (الدعوة):
كان رحمه الله ينظر في آراء العلماء الاولين، ويستعرض دليل واحد كل منهم، مترفعا عن التعصب لمذهبه... فإذا وحد الدليل والحجة في أي مذهب اخذ به غير مبال بمخالفة مذهبه.
و كان يقرر أن الفقه الإسلامي موسوعة كاملة لكل شئون الحياة، وأنه لا يعرف مسألة واحدة ليس للاولين فيها رأي، أو يمكن استنباط الرأي فيها مما قاله الاولون.
وكان تمكنه في الفقه وسعة أفقه وعدم تعصبه، هي الدوافع التي جعلت منه الركن الركين لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية... وقد اشتغل عملياً بهذه الفكرة واختار عدداً من العلماء لمشاركته... وقد ترك فيها من المبادىء
وحدد لها من الأهداف ماجعلها فكرة واضحة ماضية في سبيلها بقوة... وكانت بينه وبين علماء مختلف الطوائف مراسلات ومساجلات في كثير من المسائل تسودها الرغبة في إجلاء الحق مع التزام النقاش الهادىء الذي يليق بوقار العلماء....
فهي الخالدات في الفقه الإسلامي... ولفضيلته بحوث في مجلة "رسالة الإسلام التي تصدرها دار التقريب ولعل الداراتهتم بنشر مساجلانه العلمية مع علماء الطوائف.