/ صفحه 433/
"جماعة التقريب" في ذلك، لتلتقى مع رسالة الازهر الذي يرى حقا عليه أن يبصر الأُمة الإسلامية بأمرها، ويرشدها إلى ما يجب أن يقوم عليه شأنها من المودة والتراحم والالفة وتبادل العلم والمعرفة "(1)
هذا هو الرجل الذي فقدناه، وهذا هو روحه القوى، وعلمه الجلي، ومن لطف الله في قضائه،أن هذا الرجل العظيم لم يمت حتى رأى فكرة التقريب قوية قائمة مستقيمة، قد تآزر عليها من أهل العلم والرأي من يستطيعون بفضل الله حمل لوائها وتلبية ندائها وبذل النفس والنفيس في سبيلها فالحمد لله على قضائه والحمد لله على لطفه وأحسن الله في الفقيد عزاء المؤمنين، وأجزل له عما قدم أجر العالمين و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
و لقد شعرت جميع الاوساط العلمية في مصر والبلاد الإسلامية بالخسارة العظمى في الفقيد الكريم، فانهالت الرسائل والبرقيات على "دار التقريب" وحضر إليها الافراد والوفود، وكلهم يعزون فيه، ويدكرون مآثره، ويعبرون عن احتسابهم إياه عندالله، كما كتبت الصحف اليومية والاسبوعية في تأبينه، مجمعة على أنه بقية العلماء العالمين المتقين، وهذه مقتطفات منها:

ـــــــــــ
1- المجلد الثالث من "رسالة الإسلام" ص 25
* * *
قالت الاهرام بتوقيع الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد العسكرى:
طوى الموت صفحة عالم من كبار العلماء، وفقيه من خيرة الفقهاء المجتهدين الاحرار، هو المغفور له الأستاذ الاكبر الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الجامع الازهر الاسبق ووكيل جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وقد وقع نعيه في داوئر العلم والادب والدين وقعاً اليما، إذ خسرت البلاد بوفاته مناضلا قوياً ذا طابع خاص يصول ويجول في مختلف ميادين النضال الفكرى والعقلي، لا يرهبه تهديد أو وعيد، ولا يثنيه عن وثابته سلطان حاكم ولا طيش ظالم، وخسر الازهر والعالم الإسلامي بصفة خاصة رجلا عبقريا فذا من طراز المجاهدين من الفقهاء