/ صفحه 432/
له نشيج، وتفيض بالدموع عيناه، وكان يرى عن إيمان واعتقاد جازم أنه لا صلاح للامة الإسلامية إلا بأن تتمسك بدينها في كل شأن من شئون حياتها، على شريطة أن تعلم هذا الدين علما واضحاً صافيا لا تشوبه شائبة من جهالة أو تحريف أو سوء إدراك.
و كان رضي الله عنه مؤمنا بفكرة التقريب إيمانا فطريا دفعه إليه سعة أفقه، وصفاء عقله، وصحة علمه. وقد جرى طول حياته العلمية في الافناء وغير على تلقى المذاهب الإسلامية ولو من غير الاربعة المشهورة بالقبول ما دام دليلها لديه واضحا، ويرهانها راجحاً وله توجيهات علمية كان من أثرها أن أخذت لجنة الاحوال الشخصية في مصر برأي (الامامية) في عدة من المسائل الفقهية إلى الآن ضمن القانون المعمول به.
ـــــــــــ
1- للتاريخ: ولد الفقيد في 13 من أكتوبر سنة 1882 فعمره اثنتان وسبعون سنة الا ستة أيام.
و قد ظهر منه رحمه الله هذا الروح القوي حين ألفت جماعة التقريب فانه احتضنها وجاهد في سبيلها، ووجه كثيراً من جهوده
وتلهيهم عن ا صلاح أحوالهم، تكون سبباً دائما في إثقال كواهلهم بما لا يحتملون من الاعباء، وفي إلباسهم لباس الذل ولاخوف ولاشقاء.... وإن أحسن ما تطفأ به هذه الحرب الاملية التي ظلت مستمرة بين المسلمين قرونا طويلة، هو التفاهم، وأن يدرك كل شعب ما عند الاخر، ويومئذ يظهر للجميع أن أمة الإسلام متفاهمة على كل ما يكون
سببا في قطع حبل الاخوة والائتلاف، وسأنظر إن شاءالله تعالى في كل ما يعين المسلمين على إدراك هذه الحقيقة والعمل بمقتضاها، وإن رسالة