/ صفحه 409/
ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا، ونجيناهم من عذاب غليظ" هود.
مدة الغارة:
"و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، فترى القوم فيها صرعي كأنهم اعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية" الحاقة .
صدى أخبارها:
كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)إذا رأي الريح فزع وقال: اللهم إني أسالك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذبك من شرها وشر ما أرسلت به، وإذا رأي مخيلة ـ غيمة ـ قام وقعد، وجاء وذهب، وتغير لونه، فيقال له: يا رسول الله مم تخاف؟ فيقول: أخاف أن تكون كارثة عاد إذ قالوا هذا عارض ممطرنا(1)
وكانت أشد آية في جميع القرآن، وأشق آية نزلت على النبي ـ كما يقول عبدالله بن عباس ـ هذه الآية:
"فاستقم كما أمرت ومن تاب معك، ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير" هود.
و هي من الايات الشداد الواردة في هوامش قصة عاد، والتعليقات عليها، وقد قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين

ـــــــــــ
1- الكشاف ج 3 ص 448 والبداية والنهاية قصة هود.
نزولها: لقد شيبتني هود والواقعة وأخواتهما(1)

المحصول القرآني:
يخرج الباحث من القرآن: هذا المصدر القدسي الاسمي، مطمئنا يمشي في أرض "عاد" على وضح بين عثار التأريخ، وبيده من القرآن "بوصلة" تدله عبر المحيطات الخبرية على مقر عاد وراء الرمال.
والواقع أنه رسم لها صورة كاملة، وأن لم يتخذد موقف المؤرخ، فجاء تمامها على وجه تؤيده مكتشفات العلم الحديث إحدى معجزاته التي جهلها القدماء، وخرّجوها لجعلهم ـ وهم معذورون ـ تخريجاً أسطورياً لا طبيعياً.