/ صفحه 394/
جدوا ما شاء لكم التجديد في حدود، هي أن تكون لنا جميعاً لغة واحدة: هي لغة القرآن. فأما أن تتكلم أنت اللغة العربية المصرية وأنا اللغة العربية العراقية، فتلك هي الكارثة أو الهوة، التي ود عدو القرآن أن نتردى فيها. إنه قرآن عربى غير ذى عوج... وأي عوج أعوج من أن تتخذها لغة ذات شعب، فهذه الشعبة العربية المصرية، وهاتيك الشعبة العربية الشامية،و تلك الشعبة العربية الحجازية... الخ. أفتريدون لها أن تصير إلى ما صارت إليه اللاتينية بالقياس إلى الفرنسية والاسبانية والايطالية وغيرها من بنات اللاتينية.
قلت: وما حيلتنا إذا قضي التطور هذا القضاء، أفنستيطع ـ والتطور سنة الله في خلقه ـ أن نقف في سبيله ؟
قال: لا أحد يكلف الوقوف في سبيل التطور، ولكنه لا يفتعل افتعالا، وأنتم حين تحاولون وضع لغة عربية مصرية وأخرى شامية وثالثة يمانية، إنما تصنعون وتفتعلون. فأماالتطور الذي هو من صنع الله، فانه يتلقى تلقياً اجتماعياً لا فردياً.
لقد ولد منذ نزول القرآن لغات وماتت لغات. وبقيت العربية القرآنية هي هي على كثرة كيد الكائدين وتربص المتربصين أن يعدوها من اللغات الميتات ولكن هيهات هيهات، لقد مكروا ومكر الله والله خير الماكرين... اذكر قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وكن على يقين من إن حفظه يستلزم حفظ لغته ولو كره الكافرون.
قلت: إذا أعجز الكافرين أن يذهبوا بلغة القرآن فإنه لم يعجزهم أن يفرقوا الكلمة، ويشتتوا الأُمة الواحدة اُمماً لست
أدرى كم تكون في لغة الاحصاء والإحصائين.
قال: تعلّم أن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون. فلا تهو لك السنون وا لقرون التي تحاوزهاالمسلمون وهم في غفلة ساهون عن قوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" لقد حدثني شيخي المستتر ـ وهو على بصيرة