/ صفحه 395/
أن أمور الأُمة الإسلامية قد يغلب الخوف فيها على الرجاء، إذا لم تتعد نظرتك ظواهر الحال: إلا أن مرسل محمد للناس كافة مبشراً ومنذرا، لا بد محدث أمرا، فإن الإسلام أكرم عليه سبحانه وتعالى من أن يكون عمره في الارض تلك السنوات المعدودات التي فقه فيها المسلمون معنى الوحدة: معبود واحد، وأمة واحدة هي أمة التوحيد.
قلت: فمن شيخكم المستتر هذا؟ أو مستتر وجوباً أم جوازا؟
قال: بل وجوبا، فهو ألطف من أن يظهر لذوى الجسوم الغليظة.
قلت: أو ما زلت فيما ترون غليظ الجسم؟ ألا فلترجعوا البصر فعسي أن أكون غير كثيف ولعلي صالح لان تظهروني على شيخكم اللطيف؟
قال: يزعمون أن بشار بن برو كان يشبه أن يكون فيلا حين قال:
إن في بردى جسما ناحلا * * * لو توكأت عليه لا نهدم
قلت: ولكني لست شاعراً وأعوذ بالله من بشار ومن جماعة النار.
قال: لو شئت لحدثتك عن بشار وعن الطين والنار.
قلت: بل عن شيخكم اللطيف، والدين الحنيف.
قال: فهذا حديث لا يجيء ذيل كلام، فإنى جلسة أخرى؟