/ صفحه 393/
قلت: بل أرى مدلولات جد كثيرة ليس لها دال لفظي عربي فهذه أداة لم تسمها العرب ولم تعرفها، وتلك آلة تتألف من مئات الاجزاء أو آلافها، وما عرفت العرب لها كلا ولا جزءا، وإذا تركناعالم العلم والصناعة، فقد تجد في مملكة الحيوان أو مملكة النبات كثيراً جهلته العرب فلم تسمه.
قال: فأنت إذن في طور استكمال الضروريات لا في طور الكماليات والترف الكلامى، أنت في طور الله وحده يعلم متى كانت العرب فيه بالقياس إلى لغتها قبل أن تستكمل، فكل ما يمكن أن يصح صحة علمية هو أن تطور لغة العرب كان بطيئاً وكان فطريا.
قلت: فإن المجمع اللغوى هو الذي يؤدى الآن مؤدى التطور الغريزى ...
وقد يستطيع أن ينجز في أيام معدودات ما لم ينجزه التطور الفطرى إلا في قرون ودهور.
قال: ليست المسألة يسيرة كما تتصور، فليس المهم وصف آلة وتنسيق اسماء لمخترعات كما قال حافظ إبراهيم رحمه الله، وإنما المهم أن يتقبل الناس هذا التنسيق وذاك الوصف ... ولو كان إلى وحدى مرجع الأُمور لقبلت كل مسمى بأسمه الموضوع له في لغة صانعه، فكذلك فعلت العرب فيما وردها.... لقد جاءنا من الغرب شى ء اسمه (الراديو) فقلنا (مذياع) فلم يستمع إلينا وقالت الناس (راديو) ولو أنه جاء العرب قبل الإسلام أو في صدره لقبت الاسم والمسمي، وما كانت لتخترع له (المذياع).
قلت: فأنتم يا سيدى الشيخ مجددون، بل مبالغون في التجديد.
قال: إنه لن يضر لغة القرآن أن نضيف إليها جديداً وأن ندخل في حظيرتها (الاتمبيل) و(الموتسكل) و(الراديو) و(الراديوم).
قلت: كما لا يضيرها أن نغفل قواعد النحو والصرف
قال: هنا يقف حمار الشيخ، فلست داعية خطأ، وأنه ليضير لغة القرآن كل الضير أن نغفل قواعدها، فيخر علينا السقف من فوق ونحن لا نشعر.