/ صفحه 367/
كنا ولا نزال صرحاء صادقين في علاج المشاكل، وكم من مشاكل يحتاج علاجها إلى الصدق وا لصراحة، وكانت شعارنا التمهل والتروى والتدقيق، وضرب المثل في الاعتدال في الفول والهدود في النقاش، ولم يفتنا أن المهمة أدق من إجراء جراحة في القلب، ولم ننس قط أن هناك من يثير الخواطر ويؤجج العواطف وأن هناك معوقين يعرقلون السير، وأن بقية من الاستعمار لاتزال جاثمة في أرضنا تعاكسنا بطرقها الخاصة وتغرى بنا نفراً من دعاء الغرفة كشف أمرهم وعرفت حقيقتهم.
كنا ندرك تماما أن المهمة شاقة، وأن الطريق طويلة، وليست مفروشة بالورود والرياحين، بيد أننا توكلناعلى الله وحده، واعتمدنا على عونه سبحانه، وتجنيبنا السياسة حتى لا تجرفنا تياراتها الهوجاء.
و كان من العوامل التي ساعدتنا على النجاح أن الفكرة جاءت في وقت ضعف فيه شأن الاستعمار، وخفت وطأة سياستة التي تقوم على قاعدة فرق تسد. وظهرت فيه موجة من الالحاد تهدد الكثير من البلادالاسلامية، فبدأ عقلاء المسلمين يفكرون في التكتل. وكان من حسن الحظ أن شمل هذا عقلاء المسلمين من مختلف المذاهب والشعوب المسلمة مماتجلت صورته بصفة واضحة من تأليف جماعة التقريب من أعضاء يمثلون تلك المذاهب، وتلك العقليات النيرة، أضف إلى ذلك أن انتشار الثقافة يخدم هذا الغرض وييسر فهم ا لفكرة، ويساعد الفرد على الاطلاع والبحث بدل الاعتماد على الشائعات والاخذ بأقوال المغرضين.
وهكذا بدأت جماعة التقريب منذ نشأتها تشق طريقها وتلتزم سبيلها وتمد يدها لمن يضمر للاخوة الإسلامية خيرا وللمسلين وحدة. وتستجيب إذا دعيت إلى مؤتمر أو تبعث برأيها إن فاتها الحضور.
واتفق أن انعقدت في السنين الاخيرة عدة مؤتمرات متفاوته في القوى، وفي الامكانيات، ونظرنا إليها نظرة التأييد لانها لا تخلو من كونها محاولات لخير المسلمين.